#بشرى غنام#

ولادة ...
تمخض الليل طويلا"....لكنه لم يصرخ أبدا"...سكون يلف أرجاء المدينة.....كيف لنا ألا نسمع....آهات المرضى...
وزفرات المهموم.....ودموع الأم الثكلى..وأنين الطفل المحموم.....
كيف يدفن في قلبه...لحظات العشق المجنون.....

وقفت تتأمل امتداد الليل من نافذة غرفتها...تنظر وتنتظر
ولادة النهار بعد طول مخاض ....تحمل في يدها آلة تصوير
صغيرة.....علها تحظى بأول خيوط الشمس....فتصور معانقة الأرض والسماء ....لوليدة النور....
لم يقطع صمت اللحظة....إلا ذاك الصوت الهاديء......
ألم تشرق بعد؟؟؟ طال انتظارك أمام النافذة....الم تتعبي ويغلبك سلطان النوم...؟؟؟؟
همست له....حانت اللحظة ...اتركني فأنت تلهيني....
وأخاف أن تسرقني الكلمات فتتوه مني اللحظات...
سكتت وانعكس شعاع أبيض ضئيل...على شباك الغرفة
قفز متغلغلا" شعرها الطويل....لتتبعه عشرات الخيوط
البيضاء...الصفراء...وليملأ ضوء ذهبي....زاوية القلب
والغرفة...
بدأ الليل لملمة بقايا الثوب....لينطلق مسرعا"بالهرب
وليترك وليدته الصغيرة تصرخ أولى صرخاتها....معلنة
بداية النهار وانتهاء طقوس الولادة

وهي لاتزال واقفة تشهد تلك اللحظة وتسجل تجلي الكون كله......في صورة
                         بقلم..بشرى غنام

شاركها !