**الشاعر العربي العراقي هيثم الاسدي** بقلم الناقد د.غازي ابو كشك

| | ليست هناك تعليقات |
د غازي ابوكشك

الشاعر العربي العراقي هيثم الاسدي

هناك من يرى الآن أن الشعر تراجع أمام ركام النثر الذي أصبح يفيض عن الحاجة بعد أن امتلأت الشبكة العنكبوتية "بكل شيء". بعض الناس يعتقدون أن النثر تداخل مع الشعر بعد أن أصبحت "القصيدة نثراً". آخرون يقولون إن "زمن الشعر" من زمن الإنسان. في رأيهم أن عدد الشعراء تقلص لكن الشعر سيبقى.

هيثم الاسدي شاعر عراقي  ، من شعراء النص القوي .القوي بمفردته وهاجسه وموسيقاه ، يكتب  الاسدي  بدلالات وعي ذات مستويات عديدة ، وهمه أيجاد الممكن السحري ليقود الحياة الى الاجمل بعيدا عن كل تلك التناقضات التي تصنع للكثير السام والجوع والفقدان ، لهذا فان قارئ تراث الاسدي  سيجد بحثا لاينتهي عن معنى ان نكون من خلال المناداة لاظهار وايجاد ذلك الحلم الذي عليه ان يقودنا حتى ونحن نتمنى خمش عتمته في مطلق البحث عن فريضة الحياة اجمل حين تصنع من خلال قصيدة وليس من خلال خنجر لامع .

 صراخي عند ميلادي يرافقني دوما ، كل الأشياء حولي تصرخ ، تتهامس ، توشوش ، ربما لثبت الحماس في دوران الأرض . وعلي أن أصغى إذن . يعنيني الإصغاء أكثر ، الإنصات إلى العالم هو ما يجعل الشاعر قادرا على ربط أواصر الأخوة بين عناصره المترامية ، أنا أفكر بصوت عال ، أفشي أسراري الشعرية ، كل شيء لدي قابل للتبذير . هكذا أفهم العدالة الشعرية . قلت لك في تلك الليلة " كان أن كانت لدي استعارات لم أعد أعرف ما أفعل بها " هكذا تقول كتاباتي الصمت بصخب تماما مثلما تقول الصخب بفارغ الصمت . هي ذي طريقتي المفضلة في اللعب مع كائناتي كأي مشرد غير منشغل سوى بهذر الوقت دون أدنى شعور بأن هناك في هذا الكون المترامي الأطراف والذاهب دوما في الاتساع من سينشغل به .

كل كتابة هي غنى للحقل الأدبي بشكل عام. وبالتالي، فهذا التنوع من الأفضل أن يكون موجودا، وأن يتمّ احترامه والدفاع عنه. صراع الأشكال هذا لا معنى له. الزمن وحده الكفيل بالتخلّص من الأشكال التي لم يعد لها لزوم بالنظر إلى تطور المجتمعات وارتقاء الفكر. هناك في الطبيعة ما يعرف بانقراض الأحياء بسبب تغير أسباب العيش والمناخ وغير ذلك بحيث تختفي الأنواع التي لم تتمكّن من التأقلم، وأعتقد أنه من الممكن إسقاط هذا القانون على مجالات أخرى، ولعلّنا في الشعر يمكن أن نعثر على انقراض بعض الأغراض مثل المديح والهجاء، وإذا وجدا فلا نقرأهما إلا بنوع من الاستهجان.

(مناجاة أنثى )

لا تلقي مرساك ببحري
فما زلت لا أعرف جزري
وما زال مداد البحر عات
ولا زال ميناؤك سفري
كن خلودي كن سمائي
كن عبقا يجتاح كلي
لا ترتجف من قليل
أني قد صنت عهدي
أنت من يحويه صدري
وفؤادي يحتوي
سرك بنبضي
يا نجما قد فاق بدري
انت من تأمرني
وقلبي من يلبي
لا تجزع من الترحال
وأصمد لصبري
صبري قد فاق حدودي
وانطوى مهر بخلد
لا تلمني في هواك
أنه أيذان بقهر
أدعس الاشواك واجري
قد جرى في العمر قدري
لا تقف عند مداد العمر
شوفك ك.دمي يسري
أحتوي حبك كله
كونه جرفا بنهري
لا تقل للحال ما كان وكنا
أنه واحد
عندك..... وعندي
هيثم الأسدي
العراق بغداد
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

قصة الأمس

سالت دموعي من الاهداب جارية
كأنها شقت من الأجفان وديانا

لتحكي العين في صمت وفي الم
عن قصة زرعت في القلب احزانا

فكان الهمس بها نارا تعذبني
لتوقض اشلاء وتوقد نيرانا

لو طاف ذكركم في القلب نسم هوى
تفجر الشوق ينابيعا وبركانا

قد هام قلبي في حبكم ولعا
مثلما قد هيًم الخلانُ خلانا

امست حياتي بعدكم ندما
ذكرى بذكرى وحرمانا وتوهانا

طال النوى وازداد الفراق جوى
فصرت ابحث عن حل بين أوثانا

لا طيف من ماضٍ فيرحمني
ولا أنيس من الأحباب يلقانا

بت وحيدا شاردا ثملا
وازددت افكارا واذكارا ونسيانا

مولع القلب لا يفضي سريرته
شتان قيس بليلى والحب شتانا

اكتم حبا قد سرى بدمي
اخشى عليه فضحا وتبيانا

أكتم حبا قد برى جسدي
ومنحتك حبا ياقوتا ومرجانا

سألت نفسي عن جوري وعن اسفي
وكان جوابها سرا والغازا وكتمانا

كان خيالها ندا ..لا يفارقني
وصوتها رقيق وتأنيبها نيرانا

شعر ونثر قد نظمت لها
فكان الرد تمزيقا والتهديد عنوانا

تصورت دنياها جنات معلقة
فلم اجد الا سرابا وكثبانا

كانت تصارع نفسها مع نفسها
سفكت دمها انهارا وشطآنا

انفاسها كانت صواعق ملغمة
ونحيبها اصداء كفر حتى وعصيانا

كنت اطلب الصفح فتخذلني
تقول لست حبي ولست سلطانا

فإن اردت عدلا فنحن بساحتها
وان اردت دينا فأقرأ القرآنا

ثورة من الشك تضرب مخيلتي
ام العروة الوثقى حلت بأيمانا

حياتنا صارت اشلاء من الذكرى
وتعتيما على ماضٍ ضخ أحزانا.

هيثم الاسدي
العراق بغداد\\\\\\\\\\\\\\\

الحب والتمني
...................

الحب الكبير
يخذلني
ويمسك
في أعتاب
حرفي
لا في الترجي
يختبيء
ولا يطول بوجدي
أنه كوة أمل أطلت
بعمري
ولا يطلق عنان الهوا
جهرا بشوق
حتى أذا لاح
في الأفق دجاه
رحت اندب حظوظِ
والتمني ......
فلا تسعفني سنينِ
ولا تبرىء هوا
نفسي
في سجن التمني
أعلل الوصل لك بغدي
لم يعد يسري بيومِ
في عمري .....
في أمل .....
الكون أصبح ندا يوارِ
بين جرفِ المنهار
وبين صخب سهدي
في جرِفِكِ..
ألملم شتات الأمل
حين يسري
لا أستوعبكِ
لا أفهمِكِ
وكل الذي فيك
يستوطن ...جوفي
ويسري
ك. تيار بدمي

هيثم الاسدي
العراق بغداد

شاركها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعمنا على الفيس بوك

جميع الحقوق محفوظة 2012 | أعلن معنا | رخصة الإستخدام والنشر | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية |