*غربة و وجع*بقلم الشاعر عارف محمد الهجري

| | ليست هناك تعليقات |
(  غربة ووجع )
**************
سافرت كل المدن
بنيت قصور الملوك
شيدت بسواعدي
عاليات الشواهق.
رصفت كل الشوارع
والأزقة...
بللت عروقي رماد
التراب ..
كتبت من حنيني
كل القصائد..
وجع يتبع وجع
وأنيت من غربتي
أنين يتبع أنين..
آه أيها النورس
قل لي بربك
ماغرك بوطنك البعيد
لازلت كما عهدتك ..
تفترش في غربتك
الرمال ..وتلتحف
غبار التراب
 لكنك تنام وبين
 أهدابك حلم
يستفيق هذيانه
إغتراب السنين..
تكسف الشمس في
بلادك كل يوم الف
مرة ..
هناك حيث الرماد
يذر على العيون..
آه ياهدهد سليمان
كيف رأيت بلقيس
في ملكوتها ..
 (نحن أولوا قوة ..)
 هناك كان مجد أجدادي
لم أولد متسولاً ذات
مهد...
لكني تشظيت الزمان
كانت قارئة فنجاني
تبكي كلما نظرت
في فنجانها وقلبت
صدفاتها ناظرة إلي
لم أكن أعلم حينها
ترحالي بين مدن الدنيا
أعمر للملوك قصورهم..
وأفترش الحصير
في المساء...
ربما تقرحت جروحك
يامرؤ القيس ..
لتموت  في الصحارى وحيداً
 وحيث أبو ذر مات هناك..
بنيتُ للأمراء بلاطهم
ومت غريباً
وربما رماني المد والجذر
خلف أسوارهم ..
لأملك دانق اللحظة..
يسد رمق الثواني
أنا هناك ولازلت ..
 بين بيع قهوة
فاترة وبناء الشواهق
وتارة أنسج للسنونو
عشه ..كي اعلمهم
كيف نصبر على
جراحات غربتنا
أح من جرح لايندمل
ووطن يهرب للهاوية..
أنا ياوطني لأعيش
غربة واحدة ..
لكنها غربة السفر
وغربة أعيشها بين
ذرات ترابك ..
حيث لاحياة ولا وطن
غير ضجيج الدم
المضرج بالرصاص
**************
 الأستاذ / عارف محمد الهجري

شاركها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعمنا على الفيس بوك

جميع الحقوق محفوظة 2012 | أعلن معنا | رخصة الإستخدام والنشر | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية |